رسالة أرسلها العماد الأصفهاني تبشر بنصر حطين التاريخي وذلك باسم صلاح الدين
ولما أحيط بالقوم ، آوى ملكهم إلى جبل يعصمه من العوام ، فاسمعه السيف : لا عاصم اليوم ، واستولى الخذلان عليهم بأسرهم ، وبردت أيدي المؤمنين بحرقتهم وأسرهم ، ولم يبق لهم باقية ، وغصت بقتلاهم في الدنيا والآخرة ارض الله الواسعة ، ونار الله الحامية ، فما يطأ من يصل إلى مخيمهم الا على رممهم البالية ، واسر الملك وأخوه وبارونيته ومقدموه ، ولم يفلت منهم إلا القمص ، وهو مسلوب ، ولابد أن ندركه وهو مطلوب . وقد كنا نظرنا ضرب رقبة الابرنس صاحب الكرك الغدار ، كافر الكفار ونشيده النار ، فلما رأيناه ضربنا عنقه سريعاً ، وسرنا إلى عكا ، وهي بيضة ملكهم ، وواسطة سلكهم ، ومركز دائرة كفرهم ومجمع برهم وبحرهم فتسلمناها بالأمان .
والصخرة المقدسة الآن تصرخ وتستغيث ، وعباد الصالحون قد وصلت إليهم بوعد الله الصادق المواريث ، والبشارة بفتح القدس لا تتأخر ، والهمم بعد هذا الفتح السني على ذلك تتوفر ، والحمد لله الذي تتم الصالحات بحمده : ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده .
كتاب الروضتين . لأبي شامة ج2 – 82