رسالة من السلطان الملك الظاهر برقوق جوابا لرسالة أرسلها له تيمور لنك
. طويل حياة المرء في العد فخيرته أن لا يزيد عن حد
فلا بد من نقص لكل زيادة لأن شديد البطش يقتص للعبد
فلا بد من نقص لكل زيادة لأن شديد البطش يقتص للعبد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي الشأن العظيم السلطان العميم الإحسان ، العليم بما كان وما يكون في كل زمان ومكان ، تاهت في ميادين فلوت معرفته سوابق جياد الأفهام ، وتدكدكت لهيبة جلاله جبال العقول والأوهام .
وصلي الله على سيدنا محمد حبيب الرحمن وسيد الأكوان وصاحب المعجزات والبرهان ، المبعوث إلى الخلق أجمعين من الأنس والجان ، والمنعوت بالفضل العميم والخلق العظيم ، في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وعلى آله وصحبه الغر الكرام الحسان ، وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ما تعاقب الحدثان .
وبعد : فقد وصل إلى أبوابنا الشريفة العالية كل ما جهزته أولاً ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا فلا يسمع ، فكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام وظلمتم جميع الأنام ، وأخذتم أموال الأيتام وقبلتم الرشوة من الحكام وأعددتم لكم النار ويئس المصير ، إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً . فبما فعلتم ذلك أوردتم أنفسكم موارد المهالك . وقد قتلتم العلماء وعصيتم رب الأرض والسماء ، وأرقتم دم الأشراف . وهذا والله هو البغي والإسراف ، فانتم بذلك في النار خالدون ، وفي غد ينادي عليكم : فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون .فابشروا بالمذلة والهوان يا أهل البغي والعدوان . وقد غلب عندكم أننا كفرة ، وثبت عندنا والله أنكم الكفرة الفجرة ، وقد سلطنا عليكم الإله ، له أمور مقدرة وأحكام محررة ، فعزيز كم عندنا ذليل ، وكثير كم لدينا قليل ، لأننا ملكنا الأرض شرقاً وغرباً ، وأخذنا منكم كل سفينة غصباً . وقد أوضحنا لكم الخطاب فأسرعوا برد الجواب ، قبل أن ينكشف الغطاء وتضرم الحرب نارها ، وتضع أوزارها وتصير كل عين عليكم باكية ، وينادي منادي الفراق : فهل ترى لهم من باقية ، وقد أنصفناكم إذ راسلناكم ، فلا تقتلوا المراسلين كما فعلتم بالأولين ، فتخالفوا كعادتكم سنن الماضين وتعصوا رب العالمين ، فما على الرسول إلا البلاغ المبين . وقد أوضحنا لكم ، فأرسلوا برد الجواب ، والسلام .
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ج12 49 –
50 وصلي الله على سيدنا محمد حبيب الرحمن وسيد الأكوان وصاحب المعجزات والبرهان ، المبعوث إلى الخلق أجمعين من الأنس والجان ، والمنعوت بالفضل العميم والخلق العظيم ، في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وعلى آله وصحبه الغر الكرام الحسان ، وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ما تعاقب الحدثان .
وبعد : فقد وصل إلى أبوابنا الشريفة العالية كل ما جهزته أولاً ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا فلا يسمع ، فكيف يسمع الله دعاءكم وقد أكلتم الحرام وظلمتم جميع الأنام ، وأخذتم أموال الأيتام وقبلتم الرشوة من الحكام وأعددتم لكم النار ويئس المصير ، إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً . فبما فعلتم ذلك أوردتم أنفسكم موارد المهالك . وقد قتلتم العلماء وعصيتم رب الأرض والسماء ، وأرقتم دم الأشراف . وهذا والله هو البغي والإسراف ، فانتم بذلك في النار خالدون ، وفي غد ينادي عليكم : فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون .فابشروا بالمذلة والهوان يا أهل البغي والعدوان . وقد غلب عندكم أننا كفرة ، وثبت عندنا والله أنكم الكفرة الفجرة ، وقد سلطنا عليكم الإله ، له أمور مقدرة وأحكام محررة ، فعزيز كم عندنا ذليل ، وكثير كم لدينا قليل ، لأننا ملكنا الأرض شرقاً وغرباً ، وأخذنا منكم كل سفينة غصباً . وقد أوضحنا لكم الخطاب فأسرعوا برد الجواب ، قبل أن ينكشف الغطاء وتضرم الحرب نارها ، وتضع أوزارها وتصير كل عين عليكم باكية ، وينادي منادي الفراق : فهل ترى لهم من باقية ، وقد أنصفناكم إذ راسلناكم ، فلا تقتلوا المراسلين كما فعلتم بالأولين ، فتخالفوا كعادتكم سنن الماضين وتعصوا رب العالمين ، فما على الرسول إلا البلاغ المبين . وقد أوضحنا لكم ، فأرسلوا برد الجواب ، والسلام .
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ج12 49 –
