رسالة السلطان الملك الظاهر بيبرس إلى ملك فبرص
أرسل بيبرس أسطولا مؤلفاً من إحدى عشرة سفينة إلى قبرص لغزوها فكسرتها الريح وأسر من فيها ، وأرسل ملك قبرص يخبر السلطان بذلك ويعيره ، فأجابه السلطان بما يلي :
إلى حضرة الملك اوك : ذكر ببالي ، جعله الله ممن يوفي الحق أهله ، ولا يفتخر بنصر إلا إذا أتى قبله أو بعده بخير منه أو مثله . نعلمه أن الله إذا أسعد إنساناً دفع عنه الكثير من قضائه باليسير ، وأحسن إليه بالتدبير فيما جرت به المقادير . وقد كنت عرفتنا أن الهوا كسر عدة من شوانينا ، وصار بذلك يتبجح وبه يفرح . ونحن الآن نبشره بفتح القرين ، وأين البشارة بتملك القرين من البشارة بما كفى الله ملكنا من العين . وما العجب أن يفخر بالاستيلاء على حديد وخشب . الاستيلاء على الحصون الحصينة هو العجب . وقد قال وقلنا ، وعلم الله أن قولنا هو الصحيح . واتكل واتكلنا ، وليس من اتكل على الله وسيفه كمن اتكل على الريح . وما النصر بالهواء مليح . إنما النصر بالسيف هو المليح . ونحن ننشئ في يوم واحد عدة قطايع ، ولا ينشئ لكم من حصن قطعة ، ونجهز مائة قلع ، ولا تجهز لكم في مائة عام قلعة . وما كل من أعطى مقذافاً قذف وما كل من أعطى سيفاً أحسن الضرب به أو غرف . أن عدمت من بحرية المراكب آحاد فعندنا من بحرية المراكب آلاف . وأين الذين يطعنون بالمقاذيف في صدر البحر من الذين يطعنون بالرماح في صدر الصفوف . وانتم خيولكم المراكب ونحن مراكبنا الخيول ، وفرق بين من يجربها كالبحار ومن تقف به في الوصول . وفرق بين من يتصيد على الصقور من الخيل العراب ، وبين من إذا افتخر قال تصيدت بغراب . ولئن كنتم أخذتم لنا قربة مكسورة ، فكم أخذنا لكم من قرية معمورة وان استوليتم على سكان فكم أخلينا بلادكم من سكان ، وكم كسبت وكسبنا ، فيرى أينا اغنم . ولو أن في الملك سكوتاً كان الواجب عليه انه سكت وما تكلم .
كتاب السلوك للمقريزي ج1 ، ق2 – 594 حاشية رقم 3
إلى حضرة الملك اوك : ذكر ببالي ، جعله الله ممن يوفي الحق أهله ، ولا يفتخر بنصر إلا إذا أتى قبله أو بعده بخير منه أو مثله . نعلمه أن الله إذا أسعد إنساناً دفع عنه الكثير من قضائه باليسير ، وأحسن إليه بالتدبير فيما جرت به المقادير . وقد كنت عرفتنا أن الهوا كسر عدة من شوانينا ، وصار بذلك يتبجح وبه يفرح . ونحن الآن نبشره بفتح القرين ، وأين البشارة بتملك القرين من البشارة بما كفى الله ملكنا من العين . وما العجب أن يفخر بالاستيلاء على حديد وخشب . الاستيلاء على الحصون الحصينة هو العجب . وقد قال وقلنا ، وعلم الله أن قولنا هو الصحيح . واتكل واتكلنا ، وليس من اتكل على الله وسيفه كمن اتكل على الريح . وما النصر بالهواء مليح . إنما النصر بالسيف هو المليح . ونحن ننشئ في يوم واحد عدة قطايع ، ولا ينشئ لكم من حصن قطعة ، ونجهز مائة قلع ، ولا تجهز لكم في مائة عام قلعة . وما كل من أعطى مقذافاً قذف وما كل من أعطى سيفاً أحسن الضرب به أو غرف . أن عدمت من بحرية المراكب آحاد فعندنا من بحرية المراكب آلاف . وأين الذين يطعنون بالمقاذيف في صدر البحر من الذين يطعنون بالرماح في صدر الصفوف . وانتم خيولكم المراكب ونحن مراكبنا الخيول ، وفرق بين من يجربها كالبحار ومن تقف به في الوصول . وفرق بين من يتصيد على الصقور من الخيل العراب ، وبين من إذا افتخر قال تصيدت بغراب . ولئن كنتم أخذتم لنا قربة مكسورة ، فكم أخذنا لكم من قرية معمورة وان استوليتم على سكان فكم أخلينا بلادكم من سكان ، وكم كسبت وكسبنا ، فيرى أينا اغنم . ولو أن في الملك سكوتاً كان الواجب عليه انه سكت وما تكلم .
كتاب السلوك للمقريزي ج1 ، ق2 – 594 حاشية رقم 3