Gamal Metwaly

يسعدنا زيارتكم للمنتدى
برجاء التسجيل
جمال محمد متولي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Gamal Metwaly

يسعدنا زيارتكم للمنتدى
برجاء التسجيل
جمال محمد متولي

Gamal Metwaly

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Gamal Metwaly

ابحاث فى التاريخ - إسلاميات


    يوليوس قيصر

    gamal metwaly
    gamal metwaly
    Admin


    عدد المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 17/02/2010
    العمر : 67
    الموقع : القاهرة- شبرا

    يوليوس قيصر Empty يوليوس قيصر

    مُساهمة من طرف gamal metwaly الخميس مارس 11, 2010 4:46 pm


    قائد روماني ولد عام ١٠٠ قبل المسيح وتوفى عام ٤٤ ق . م .
    هذا الرجل لم يتفان في حب وطنه ولكن ذهب قتيل الطمع - نريد به هذا الرجل العجيب المنقطع النظير ، الذي لم يكن يخلو عن ضرب من ضروب النقائص والرذائل ، وكانت حياته كلها عبارة عن سلسلة تعديات على وطنه .
    فان هذا الرجل هو " قيصر " ثالث الرجال العظام المشاهير في الأقدمين . ولد ونشأ وشب متحلياً بصنوف الصفات ، فإنه كان شجاعاً فصيحاً لطيفاً كريماً جواداً في السخاء ، بيد أنه كان يؤثر السذاجة في اعماله ، ولكن لم يكن عنده أقل هم في أن يفرق بين الخير والشر ، لافي العمل ولا المبدأ . وكان قصارى همه ومبدأ جميع أعماله طلب الغاية التي قصر عن بلوغها " ماريوس " و " سيلا " نريد بها التسلط على وطنه . كان قصد الإسكندر الإستيلاء على جميع العالم المعروف وقتئذ ، ووقف هانيبال حياته كلها على وقاية وطنه من النشوب في عبودية الأعداء . أما قيصر فكانت غايته القصوى أن يملك رومة التي تفردت بالاستيلاء على كل الدنيا تقريباً . ونراه قد اتخذ كل الوسائل إدراكاً لهذه الغاية ، غير متذمر من الإسفاف إلى الذرائع السافلة ، بيد أنه لم يرد موارد الجور والجنف تفادياً من الارتطام بأغلاط " ماريوس " و " سيلا " وقد تدرج في الخطط والمراتب من وظيفة إديل ( وهي مأمور مختص ببنايات المدينة وتولي الألعاب ) إلى وظيفة بريتور ( أي كبير قضاة رومة) ثم إلى رتبة رئيس أحبار العاصمة ، وعقد ديونا رابية ليرشو المنتخبين لأن كل هذه الوظائف كانت تنال بالانتخاب ، واستغوى الرجال و النساء ، مستفسداً المتزوجين وغيرهم استفساده عامة الشعب . وما كفاه ما أتاه من ضروب الفساد حتى عمد إلى استعمال الوسائط الأدبية ، فأصبح أعظم خطيب في رومة بعد شيشرون وما زال حتى صار علة على كثيرين من بوادر الفرح والريب في رومة ، فأعيته الإقامة بها فاتفق مع كراستوس البخيل ، وبمبيوس المتكبر ، واختص نفسه بحكومة ولايات غاليا قصد تدويخ هذه البلاد الواسعة ، لا ليزيد مجد رزمة ، بل ليحشد عساكر قاهرة ، ويجمع أموالاً وافرة ، ليقضي ديونه وديون أشياعه .
    فأقام مدة ثماني سنين في غاليا يحارب أيام الصيف ، ويعود آونة الشتاء إلى دس الدسائس ويدبر من معسكره في ميلانو مجرى عجرفة مبيوس وبخل كراستوس . وبذلك تسلط مدة عشرة سنين على مجرى الأحوال الرومانية . ثم لما توفى كراستوس في آسيا ، ولم يبق بينه وبين بمبيوس رجل ثالث يمنع تماديهما في الطمع والبغي ، عمد أولاً إلى استعمال الحيل لإرجاء القتال بينهما ، إذ كان قد شعر يسوء عاقبته ، حتى إنه لما تعذر عليه مجانبة القتال ، اجتاز نهر روبيكون ( نهر صغير في شمال ايطاليا ) وسار لمساومة بمبيوس ، وعساكره إذ ذاك في أسبانيا ، فألجأه إلى الفرار من إيطاليا إلى بلاد ابيروس ، وهناك ترك كما قال مدلاً بسطوته ، قائداً بلا جيش ، وذهب إلى أسبانيا فشتت جحافل بمبيوس التي كانت بأمرة افرانيوس . ثم غادر أسبانيا ، واجتاز ايطاليا مسرعاً شاخصاً إلى إدراكاً لعدوه . فصادف بمبيوس نفسه وجعل يقاتله الكرة بعد الكرة . وكانت الواقعة الفاصلة لتلك الحرب الشهيرة سهول " فرسال " فتغلب عليه ، واستأثر بالسلطة المطلقة ، فلاذ بمبيوس بالهرب خوفاً منه إلى أن لاقى أجله قتيلاً في مصر .
    ثم إن قيصر جعل يتعقب بقايا حزب بمبيوس في افريقية وأسبانيا ، وقهرهم كافة ، وفتح شمالي آسيا . ثم عاد إلى رومية ليتلذذ بثمار انتصاراته على جميع أعدائه ومناوئيه . ثم اسس فيها ما يعبر عنه بالإمبراطورية الرومانية ، ولكنه ذهب قتيلاً بفتكه الجمهوريين ، لأنه أراد الإسراع في وضع الاسم للمسمى ، بعد أن ملك العالم مدة تزيد على أربع سنوات .
    فمما سبق إيراده من أخبار هذه الحياة يرى أن كل الوسائل والتدابيرالمذكورة كانت سيئة كالغاية التي سعى إليها قيصر . ولكن ينبغي إن يعترف له بالفضل من جهة واحدة وهي أنه قصد أن يحول هيئة الحكومة من كونها جمهورية إلى كونها امبراطورية . ليس بأنواع القتل وسفك الدماء ، كما عمل ماريوس وسيلا ، ولكن بتعطيل الأداب الملائمة أخلاق الرومان ، وبحسب قوة العقل المناسبة لسمو مداركه . وبالجملة فان هذا الرجل الغريب الذي كان من أعظم أرباب السياسة ، وخطيباً شهيراً وبطلاً صنديداً ، وعائثا في الأرض . فاسد الأخلاق ، يظلم بلا رحمة ، ويرحم بغير حد ولا قياس ، له مزية خاصة به دون سواه . وهي أنه ذو خلق عجيب يخبر عنه آخر الدهر بكونه أكمل إنسان وجد على الأرض

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:36 pm